ماهي قصة المواطن العراقي الذي احتبئ تحت الارض 22 عاماً هارباً

عراقي من أهالي النعمانية في بمحافظة واسط عاش في حفرة مظلمة 22 عاماً هرباً من نظام البعث البائد يعيش مواطن عراقي مأساة، بعدما اضطر لسجن زهرة شبابه 22 عاماً، في حفرة طولها متران وعرضها نصف متر، هرباً من بطش نظام حسين، راحت خلالها أسنانه تتساقط الواحد تلو الأخرى، ورغم ذلك لا تعترف به الحكومة سجيناً سياسياً سابقاً؛ ما ضاعف آلامه، وحرمه التعويض عن كل هذه السنوات. وقالت أحدى الصحف ،،، بسجادة قديمة وبعض أدوات الطعام وراديو ونسخة من القرآن الكريم اضطر العراقي جواد الشمري (50 عاماً) للعيش 22 عاماً في حفرة قاسية، طولها متران، وعرضها نصف متر، هرباً من حكم بالإعدام أصدره عليه النظام المقبور وقالت الصحيفة: إن مأساة الشمري بدأت عام 1979، عندما اتهم بانتمائه لحزب الدعوة الإسلامي المعادي للنظام المقبور، الذي أسسه محمد باقر الصدر؛ فاضطر الشمري إلى الفرار والاختباء، وبعدما قضى عاماً، يتنقل خفية من مكان إلى مكان، قام بمساعدة من والدته بحفر حفرة ملاصقة لمنزل العائلة، لكنه لم يتوقع أن يصبح هذا المكان الضيق مأواه لمدة 22 عاماً. وأضافت الصحيفة: مع استمرار حكم صدام القاسي، وأثناء الحرب مع العراق، ثم مذابح الأكراد، وغزو الكويت، كان الشمري على بُعد سنتيمترات تحت الأرض، يصلي ويدعو الله أن يسقط النظام المقبور ويتذكر الشمري معاناته الطويلة في ذلك المكان؛ فعندما حُكم على أخيه بالإعدام، وقُتل على يد النظام، لم يستطع الشمري الخروج لحضور جنازته، وحين مرضت والدته، ولم يعد باستطاعتها إحضار الطعام له، شعر بأنه ميت بلا شك، واعتقد أن هذه الحفرة القاسية أصبحت قبره لا محالة. ولم تكن ظروف الحياة المعيشية في تلك الحفرة أقل قسوة مما حدث له؛ حيث تدهورت صحته بسرعة، وتساقطت كل أسنانه في أعوام قليلة، وبالطبع لم يستطع الشمري الخروج إلا بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، وسقوط النظام المقبور وللحصول على الهواء نقلت وكالة أنباء “فرانس برس” عن الشمري قوله: “كنت أتنفس الهواء النقي من ماسورة بلاستيك، وضعتها أمي، وقامت بإخفاء طرفها الخارجي، وهو ما سمح لي بالعيش في هذا المكان لسنوات”. ويضيف الشمري “لم أتوقع أبداً أن أغادر هذا المكان، وأعيش حياة طبيعية، كنت أشعر أحياناً بأنني شخص ميت؛ فكل شيء حولي أسود، ولم يهوّن علي أيامي سوى الصلاة وقراءة القرآن، والاستماع إلى الأخبار في الراديو”. وحدث في مرات قليلة على مدى 22 عاماً أنه كان يتسلل ويخرج في وقت متأخر جداً ليلاً؛ ليتجول حول منزل العائلة وفي المنطقة الريفية المحيطة. ويروي الشمري موقفاً تعرض له في إحدى جولاته الليلية، حين شاهده ابن أخيه، الذي كان يبلغ من العمر أربع سنوات آنذاك، وفي الظلام شاهد الطفل شخصاً له لحية طويلة وملابس قذرة ممزقة، فظن الطفل أنه شاهد شبحاً، وأُغمي عليه من الرعب. وقالت الصحيفة: يبلغ الشمري الآن 50 عاماً، وأصبح معروفاً في قريته، لكنه منذ خروجه من الحفرة القاسية منذ 9 سنوات لا يزال يكافح ليحصل على عمل، ويتكيف مع الحياة بالخارج. وأضافت الصحيفة: رغم أن الحكومة العراقية قامت بتعويض السجناء السياسيين من ضحايا نظام صدام حسين، وتوفير وظائف لهم، لكنها اعتبرت الشمري لا ينطبق عليه وضع السجين السياسي، بعدما قبع في سجن من صنعه هو. يقول الشمري: “لكي يحصل الشخص على تعويض مالي وعمل عليه أن يثبت أنه كان سجيناً بأحد السجون؛ ولهذا رفضت الحكومة العراقية مساعدتي”. ويضيف وهو يتنهد “لا يعرف قصتي سوى أمي، وللأسف هي ليست دليلاً كافياً”

بواسطة baseem170

أضف تعليق